الخاطرة 01
لا بد للداعي إلى الله من معرفة محيطه، وتوجهات من فيه من الناس، من المقتنعين، والمؤيدين، والمعارضين، والمحايدين، ويدلك على هذا ما افتتحت به سوره البقرة (الآيات: 1- 20) من ذكر المؤمنين المتقين، وأهل الكتاب المسلمين، والكفار المعاندين، ثم المنافقين المتذبذبين .
إذا عرف الداعي إلى الله الفروق أحسن الخطاب، ووزع جهده على تلك الفئات بالعدل، وخاطب الناس بما يعرفون، وتدرج في الإصلاح مراعيا حال من يدعوهم، وإلا كان ما يفسده أكثر مما يصلحه .
وقد جهل قوم هذا المبدأ أو تجاهلوه لمجاراتهم رعونات أنفسهم وخدمة أغراضهم، فكانوا فتنة لكثير من الناس.