التمكين لشريعة رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد فالسلام عليكم أيها الإخوة ورحمة الله وبركاته، وأشكر القائمين على شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بولاية بلعباس على ما بذلوه من جهد لتنظيم هذا الملتقى، وأسال الله جلت قدرته أن يكون فيه ما يعود بالنفع علينا وعلى بلدنا وسائر بلدان المسلمين، وأحسب أن المنظمين لهذا اللقاء قد أصابوا في اختيار العنوان الذي تجري أعماله فيه، ووجه ذلك أنه ما كل من ادعى خدمة مذهب مالك هو خادم له بالفعل، فلعلنا بنهاية أشغاله تتبدى لنا إن شاء الله ملامح الخدمة الحقة من الخدمة المدعاة المزيفة التي يهدف من ورائها إلى أن تكون المذهبية وسيلة للتغطية على المخالفات والبدع والضلالات، مما يتعارض مع ما نصب له هؤلاء الأعلام أنفسهم، وهو طاعة الناس لربهم والعيش في كنف ما شرعه لهم بحسب ما أدى إليه اجتهادهم، وأنا هنا ليس غرضي تناول شيء من مظاهر هذه الخدمة ذات المجالات المختلفة المتنوعة، فإن بعض إخواني سيتناولون ذلك فيما يقدمونه من المحاضرات والتعقيبات والمداخلات التي تهتم بالخدمة العلمية البحتة التي لا ريب أننا في حاجة ماسة إليها، ولكنها مهما بلغت فإنها ليست مرادة لذاتها وإنما هي وسيلة إلى العمل والتطبيق .
ولهذا صرفت اهتمامي في هذه الكلمة إلى لفت الانتباه إلى ما ينبغي أن تتوجه إليه بعض جهود أهل العلم من إصلاح الحياة العامة التي ما فتئت تزداد بعدا ونفورا من الحق الذي أنزله الله، رغم كثرة البحوث والدراسات التي بلغت من الكثرة ما لا حاجة إليه، مع ما نحن عليه من التقصير في البحث عن وسائل التمكين لهذا الشرع الذي ما أنزله الله إلا ليسعد به الناس في حياتهم ويتأهلوا بذلك للسعادة الأبدية التي هي مطمحهم