الخاطرة 23

المشرف . مقالات الشيخ 400

الخاطرة 23:

تمارس أمريكا منذ عقود مهمة الخصم والحكم في سعيها الكاذب الماكر للتوفيق بين الفلسطينين واليهود الغاصبين، ومع أن هذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، فقد تجاهلناه(!)، وما زالنا نجاري هذه الدولة الظالمة العاتية التي تجمع بين المتناقضات في صلتها بالعرب والمسلمين .
وقد أزالت ما بقي من الأقنعة عن وجهها القبيح بقرارها نقل سفارتها إلى مدينة القدس، فانتهى بذلك ما كان يعتمد عليه من قبلوا وساطتها في السلطة الفلسطينية، فنفضوا أيديهم منها، وهو موقف لم يسبق له مثيل، فلعل دول المسلمين تتشجع فتكتشف قوتها !! .
وها هي أمريكا تدعو إلى اجتماع لمعالجة حصار غزة بعد أن أيدت العدوان عليها، بل شاركت في تدميرها وحصارها، فسرنا أن يجمع الفلسطينيون على مقاطعة دعوتها سلطة وغيرها، وإن كان حريا بهم أن يكون هذا هو موقفهم من كل الاجتماعات التي تداعى إليها من دمروا بلدهم ليعيدوا بناءه بمال الدول المانحة (!!) كما يزعمون، ثم لم يفعلوا شيئا، ولو فعلوا فلصالح اقتصادهم وشركاتهم وسياستهم وهيمنتهم، وفي المثل الشعبي(ادخل يا مبارك، بحمارك!!)، ومن أمثال العرب (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها)، وقيل:
الموت أسهل عندي ** بين القنا والأسنه
والخيل تجري سراعا ** مقطعات الأعنه
من أن يكون لنذل ** علي فضل ومنه
أعلم أن دول المسلمين مستضعفة أنواعا من الاستضعاف، فأنى لها أن تقارع أمريكا؟، بل من دونها من الدول التي هي في مستواها؟، ولكن ما دون ذلك من المواقف الحازمة الجازمة ممكن ميسور والله، ولكنها الهزيمة النفسية وحب الدنيا.
استحضر حصار المشركين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولصحبه في شعب مكة ثلاث سنوات فما لانت لهم قناة، إلى أن جاء النصر الرباني من حيث لا يحتسبون .
وإن شئت مثلا معاصرا فدونك كوبا الشيوعية التي صمدت ردحا من الدهر وما زالت وهي على مرمى حجر من هذه الدولة، ومثلها فنزويلا وكوريا الشمالية، ولا قدوة لنا في الكفار .
لا يصح أن تتجاهل دول منطقة الشرق الأوسط السنية هذه اللعبة القذرة التي تمارسها أمريكا وهي تخويفهم بالنظام الشيعي الظالم في إيران كي تبقيهم تحت إبطها، الظاهر أنها لا تزال بهم حتى تفعل بدينهم الأفاعيل، فالأولى لهم أن يتحدثوا مع هذا النظام نفسه، ويتفاهموا معه خير لهم من أن يجمعوا لأنفسهم بين عدوين .

المشرف

Nam non diam eros, vitae dictum erat. Praesent lacinia diam vel mi sodales molestie? Pellentesque habitant morbi tristique senectus et netus et malesuada.