الخاطرة 24
الخاطرة 24:
إحداث مناصب العمل ينبغي أن يبنى على التقويم الصحيح للحاجة، وهو أمر غير مرعي في بلادنا مع الأسف، ولاسيما في قطاع الخدمات الذي يعتبر غير منتج كما هو مصطلح الاقتصاديين، وقد كان مولود قاسم رحمه الله ينتقد تضخيم هذه المناصب، فيقول وهو المولع بالسجع في السبعينيات: العساس، والكناس، والجباس !! .
وما أكثر أسئلة الشباب الذين تسلموا وظائف بصيغة ما قبل التشغيل أو غيرها من غير أن يسند إليهم عمل في الإدارات الرسمية، أو عند الخواص؛ عن حكم أجورهم، ولا شك أنها عودت الكثير منهم البطالة، ولو أعطوا منح العاطلين عن العمل لجنبناهم هذه العادات السيئة، ولسمينا الأشياء بأسمائها.
وقد سرني أن بعض المسؤولين يجتهدون في إيجاد شغل للشباب كيفما كان، ومن ذلك أن يشركوا الثلاثة في عمل الواحد: هذا يكتب الوثيقة، والثانى يثبتها في السجل، والثالث يضع عليها الختم، ليمضيها بعد من خول له الإمضاء!! .
لكن الذي يستغرب أكثر أن تسجل الزيادة حيث لا حاجة، ويسجل النقص حيث الحاجة، والمثال الذي رأيته اليوم أن يتولى اثنان عملية فحص جوازات سفر المعتمرين وعددهم يناهز المائتين:
فيا لك بحرا لم أجد فيه مشربا **
على أن غيري واجد فيه مسبحا !! .